کد مطلب:109816 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:150

خطبه 098-در گریز از دنیا











ومن خطبة له علیه السلام

فی التزهید من الدنیا

نَحْمَدُهُ عَلَی مَا كَانَ، وَنَسْتَعِینُهُ مِنْ أَمْرِنا عَلَی مَا یَكُونُ، وَنَسْأَلُهُ الْمُعَافَاةَ فی الْأَدْیَانِ، كَمَا نَسَأَلُهُ الْمُعَافَاةَ فِی الْأَبْدَانِ. أُوصِیكُمْ عِبادَاللهِ بِالرَّفْضِ لِهذهِ الدُّنْیَا التَّارِكَةِ لَكُمْ وَإِنْ لَمْ تُحِبُّوا تَرْكَهَا، وَالْمُبْلِیَةِ لِأَجْسَامِكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ تَجْدِیدَهَا، فَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهَا كَسَفْرٍ سَلَكُوا سَبِیلاً فَكَأَنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوهُ، وَأَمُّوا عَلَماً فَكَأَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوهُ، وَكَمْ عَسَی الْمُجْرِی إِلَی الْغَایَةِ أَنْ یَجْرِیَ إِلَیْهَا حَتَّی یَبْلُغَهَا! وَمَا عَسَی أَنْ یَكُونَ بَقَاءُ مَنْ لَهُ یَوْمٌ لاَ یَعْدُوهُ، وَطَالِبٌ حَثِیثٌ مِنَ الْمَوتِ یَحْدُوهُ وَ مُزْعِجُ فِی الدُّنُیَا حَتَّی یُفَارِقَهَا! فَلاَ تَنَافَسُوا فِی عِزِّ الدُّنْیَا وَفَخْرِهَا، وَلاَ تَعْجَبُوا بَزِینَتِهَا وَنَعِیمِهَا، وَلاَ تَجْزَعُوا مِنْ ضَرَّائِهَا وَبُؤْسِهَا، فَإِنَّ عِزَّهَا وَفَخْرَهَا إِلَی انْقِطَاع، وَزِینَتَهَا وَنَعِیمَهَا إِلَی زَوَالٍ، وَضَرَّاءَهَا وَبُؤْسَهَا إِلَی نَفَادٍ، وَكُلُّ مُدَّةٍ فِیهَا إِلَی انْتِهَاءٍ، وَكُلُّ حَیٍّ فِیهَا إِلَی فَنَاءٍ. أَوَلَیْسَ لَكُمْ فی آثَارِ الْأَوَّلِینَ مُزْدَجَرٌ، وَفِی آبَائِكُمُ الْمَاضِینَ تَبْصِرَةٌ وَمُعْتَبَرٌ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ! أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَی الْمَاضِینَ مِنْكُمْ لاَ یَرْجِعُونَ، وَإِلَی الْخَلَفِ الباقِینَ لاَ یَبْقَوْنَ! أوَلَسْتُمْ تَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْیَا یُصْبِحُونَ وَ یُمْسُونَ عَلَی أَحْوَالٍ شَتَّی: فَمَیِّتٌ یُبْكَی، وَآخَرُ یُعَزَّی، وَصَرِیعٌ مُبْتَلًی، وَعَائِدٌ یَعُودُ، وَآخَرُ بِنَفْسِهِ یَجُودُ، وَطَالِبٌ لِلدُّنْیَا وَالْمَوْتُ یَطْلُبُهُ، وَغَافِلٌ وَلیْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ; وَعَلَی أَثَرِ الْمَاضِی مَا یَمْضِی الْبَاقِی! أَلاَ فَاذْكُرُوا هَاذِمَ اللَّذَّاتِ، وَمُنَغِّصَ الشَّهَوَاتِ، وَقَاطِعَ الْأُمْنِیَاتِ، عِنْدَ الْمُسَاوَرَةِ لِلْأَعْمَالِ الْقَبِیحَةِ، وَاسْتَعِینُوا اللهَ عَلَی أَدَاءِ وَاجِبِ حَقِّهِ، وَمَا لاَ یُحْصَی مِنْ أَعْدَادِ نِعَمِهِ وَ إِحْسَانِهِ.